تشجيع السّلبية
يطوّر التلفاز مجتمعًا سلبيًا تتزايد فيه وسائل الإعلام مع قليلٍ من التفكير النقدي. وبسبب حقيقة كون المشاهد متلقيًا سلبيّا لمضمون فاعل، فإن التلفاز يدرّب المشاهد بشكلٍ سلبي على قبول الشرّ السطحي والقطعيّ غالبًا. ليس للمشاهد أيّ تأثير فيما يحدث في الشاشة، ولا يستطيع التدخّل أو المناقشة أو التوبيخ أو الاعتراض على أي شيءٍ ينظر إليه. يعرض بتباهٍ الفحش والعنف وكل أشكال الفِسْق بشكل فاضح أمام المشاهد. وصار الناس عبر العالم يعلّمون الصورة الإلحادية بدون مجابهة. وهكذا كلّما أصبح المرء أكثر تأثّرًا بالتغيير الذي يسبّبه له التلفاز كلّما أصبح أكثر تقبّلًا للعلمانية في حياته اليومية. يصبح المرء مدرّبًا للقبول بأن يصبح خانعًا وليكون موافقًا دون قيدٍ أو شرط وليكون ضعيف التمييز وليكون معارضًا للدخول في المضاربات الفكرية. وهكذا يغدو الشخص معتمدًا على مجال التفكير القذر.
يصبح ما ينظر إليه المرء هو المعتاد. أصبح الأساس هو الملذّات والعادات والأفكار واللغة وطريقة المزاح التي تصوّرها العلمانية للعالم. وأصبح المعيار هو الكفر، والفحش، والوقاحة، والبذاءة والفِسْق بجميع أشكاله.
تضعف شاشة التلفاز تمييز الناس للحق من الباطل، لا بل وتغيّره أيضًا، ويحدث ذلك من خلال تشجيع التلفاز للخنوع والخضوع والتقبّل؛ فيفسد الضمائر وقد يدمّرها. أصبحت أفكار الرأي السائد، والإجماع، والأفضلية، والضغط الاجتماعي: المبادئ الجوهرية لحياة الملحدين، والحكم الأسمى لآلهة الشهرة والسلطة والمخدرات والانحراف.
(Atheist Personality Disorder: 26 - 27) للكاتب الأمريكي جون باسكويني.