title3

 banner3333

 

"إله" المذهب المادّيّ

"إله" المذهب المادّيّ

     يحسّن التلفاز الحياة المعيشة في مستوياتها الأكثر بدائية في أعين مشاهديه. كما تقول الحكمة [المزعومة]: "ستعيش لمرة واحدة فقط، لذلك احصل على كل ما يمكنك الحصول عليه. فمن يكسب أكثر يكون الرابح".

     الأبطال هم فقط الأشخاص المختلِطون بالجنس الآخر، والعنيفون، والوقحون، والأنانيون. هم الذين يرتدون أحدث الأزياء ولديهم أغلى الرفاهيات التي يمكن شراؤها بالمال، ولذلك تجد إحباطًا ومرارةً في نفوس الأجيال وفي نفوس الأفراد [الذين لا طاقة لهم لذلك].

     لم تعدّ المهن معدَّة لتعزيز الصالح العام أو لتحسين الشخص لنفسه، إنما أضحت وسائل للحصول على الرفاهيات من افتتان ذاتي ومكانة. يبيع الناس أرواحهم باستمرار من أجل منزلهم ومن أجل السيارات الفاخرة عدة مرات على حساب التعليم الجيّد لأبنائهم.

     لا تتعلّق السعادة عندهم بإشباع النداء الأخلاقي الفطري للإنسان. إنما تتعلّق بعيش الدنيا، والقيام بذلك مهما كانت تكلفة الأمر على الآخرين وعلى المجتمع. كما كانت تقول الأم تيريزا في كثيرٍ من الأحيان فيما يتعلّق بمأساة الإجهاض: "من العار أنه يجب على طفل الموت كي يتسنّى لك العيش كما يحلو لك". يموت عدد كبير جدًا في جميع أنحاء العالم لتلبية احتياجات أصحاب مذهب المتعة. وكل ذلك باسم آلهة الإلحاد!

     يكون عدد كبير جدًّا من السعادة المثيرة للتفكير موجودًا في العلاقات السَطْحِيّة، حيث اعتادها الناس وتلقّى بعيدًا عندما تنتهي الحاجة إليها. يُغرق التعطّش الدائم المحبط للحبّ المثالي، والزوج المثالي، والعائلة المثالية، والطفل المثالي، والعمل المثالي، والدخل المثالي، والدواء المثالي، والجسد المثالي وغيرها الفرد في هروب من الواقع وسخطٍ ومرارةٍ وغضب على حاله.

     أبطال التلفاز ببساطة توهّمات للواقع. يصوّرون حياة يستحيل تحقيقها. ونتساءل لماذا يفرّ أطفالنا من مدارسهم ولماذا القتلة المجرمون يصبحون نجومًا؟ ونتساءل لماذا يحدث الطلاق؟ من يستطيع العيش بذلك الشكل المستحيل الذي يصوّره التلفاز؟ من يمكنه أن يكون بقدر جمال أو وسامة أو شعبية أو ذكاء أو براعة أو نفوذ تلك الشخصيات الزائفة المحسنة بالكاميرات والمؤثرات السينمائية؟ آه، كل الناس المنعزلون والساخطون والسطحيون ... ونعلم جميعًا من أين يأتون.


     (Atheist Personality Disorder: 27 - 28) للكاتب الأمريكي جون باسكويني.