المقالات حدود العقل والعلم التجريبي حدود العقل والعلم التجريبي (5) الاستنباط من بعض المعلومات القليلة
الاستنباط من بعض المعلومات القليلة
تشتمل المغالطات المنطقية أيضًا على الاستنباط من المعلومات القليلة، وعادة ما ينتج نتائج لا تستند على أدلة، يجب أن يكون المرء حريصًا في قيامه بتعميم واسع من ملاحظات فردية ومعلومات قليلة. وتشيع هذه المغالطة أيضًا في الكتب التي تتكهن عن أصل الحياة. هناك فرق شاسع بين نظرية كالنسبية العامة المدعومة بتأييد وتنبؤات رياضية، ونظرية الصدفة التي تعتمد على تكهنات من خلال استقراء ضعيف من بيانات صغيرة قام به ميلر ويوري في تجربتهم. كان مارك توين على وعي بهذه المغالطة في كتاب "الحياة على نهر المسيسبي"، فقد قدّم حسابات ساخرة عن طول نهر المسيسبي في الماضي والمستقبل معتمدًا على استنتاج غير مبرر وهو أن النهر سيستمرّ في القصر بمعدّل ثابت، حيث يقول:
((بناء على ذلك، فطول النهر كان 1200 ميل منذ 176 عامًا، وكان 1108 في عام 1722، ثم بعد الانجراف الأمريكي كان 1040، ومنذ ذلك الحين فقد 67 ميل من طوله، وبالتالي فطوله الآن فقط 973 ميل.
الآن إذا أردنا أن نصبح من هؤلاء العلماء الأفذاذ ونظهر كيف نستدلّ على ما حدث في الماضي البعيد أو ما الذي سيحدث في المستقبل بالنظر إلى ما حدث في العقود الأخيرة، كيف تقدّر فرصتنا في هذا الإثبات؟ لن يجد الجيولوجيون مثل هذه الفرصة الاستنتاج! ولا التدليل على "تطوّر الأنواع" أيضًا، فالعصور الجليدية ساحرة لكنها غامضة للغاية. لاحظ أن:
في خلال 176 عامًا فقط تقلص النهر 242 ميل، وهذا معدّل تافه فهو ميل وثلث ميل فقط كل عام، ولهذا فأيّ شخص متّزن وليس أعمى سيجد أن في الفترة السيلورية الصخرية القديمة - تحديدًا في نوفمبر القادم سيكون بيننا وبينها مليون عام - أسفل نهر المسيسبي امتد إلى 1300000 ميل، وضرب بعيدًا على خليج المكسيك كمصيدة صائد السمك. وبنفس الطريقة سيجد المرء أن منذ 742 عام كان أسفل النهر ميل وثلاثة أرباع فقط، وكانت القاهرة ملتحمة مع نيو أورليانز ويجمعهما طريق مريح تحت قيادة مجلس محلي واحد. هناك شيء ما ساحر في العلم، فللمرء أن يحدس من خلال توظيف بعض الحقائق للحصول على نتائج مفيدة)) [Life on the Mississippi: 93]
(A Case Against Accident and Self-Organization (8 – 9