الفكر كنتاج للصدفة
حتى لو فرضنا أن الإنسان يمكنه تقليل افتراضاته الغيبية المسبقة عندما ينظر للأدلة، فيجب أن يكون هناك افتراضًا آخر قبل فحص نظرية ظهور الحياة من العمليات التصادفية غير الموجّهة. اقتراح أن الكون متوافق مع الحياة وأن الشكل الأوّل للحياة تطوّر بالصدفة وأنه ليس مخلوقًا يثير المعضلة التالية: لو أن التفكير المنطقي كان عرضيًا فهل سيكون جدير بالثقة؟ أو لنعدّل هذا الغموض فنقول؛ هل من الممكن أن ما نتج عرضيًا يصف بدقة الأعراض التي سبقته؟ مفهوم أن الكون ووجودنا تم إنتاجهم بالصدفة يعني أن كل تفكيرنا عرض جاء نتيجة لأعراض فحسب، لكن لو أن كلًا من تفكيري وتفكيرك أعراض فقط (أليس نتاج العرضي عرضي أيضًا؟) فلماذا أعتبر تفكيري صحيحًا أو منطقيًا؟ أليس هو عرضي فحسب؟ كيف نثق بالفكر لو كان نتاجًا عرضيًا؟
لو اعتمدنا على المنطق اللفظي والرياضي في تقييم سؤال ظهور الحياة بالصدفة أو بالعمليات التصادفية غير الموجّهة سنواجه صعوبة في ادّعاء أن الإجابة على السؤال تسبق تقييم الدليل. فلو أن عمليات التفكير المنطقي الرياضي واللفظي هي طريقتنا يجب أن نبدأ رغم ذلك بادّعاء أن العلميات المنطقية الرياضية واللفظية صحيحة سواء كان تفكيرنا نتاجًا للصدفة أم لا. لكي نقيم الدليل الذي قدّمناه في هذا الكتاب من منظور المادية وغيرها فرغم هذه المعضلة المقررة أعلاه يجب أن نعطّل مؤقتًا أي استنتاج مفاده أن التفكير لا يمكن أن يكون منطقيًا إذا كان نتاج الصدفة.
(A Case Against Accident and Self-Organization (4 – 5
.للعالم الأمريكي دين أوفيرمان