title3

 banner3333

 

مراجعة كتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد -

مراجعة كتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد -

     اسم الكتاب: السينما واللاوعي – عن الخطاب الشعبي للإلحاد

     اسم المؤلّف: أحمد حسن.

     نوع الكتاب: كتيّب صغير الحجم.

    دار النشر: طبع مركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية عن طريق دار الكتاب للنشر والتوزيع عام 2016 م.

     عدد صفحات الكتاب: صفحة 119.

     التعريف بموضوع الكتاب: قال المؤلّف أحمد حسن – وفّقه الله – في مقدّمة الكتاب معرّفًا به: "لا شكّ أن الفنون هي من أقوى وسائل التعبير عن الأفكار والمعتقدات بين البشر منذ قديم الزمان، ولا تكاد تخلو حياة أحدنا اليوم من التأثّر بأحد صورها على الأقلّ، خاصة مع التطوّر الهائل لتقنيات الإعلام والتواصل الذي أكسبها قدرات أكبر على التأثير والانتشار بين الناس، لاسيّما الوسائط المرئية منها – مثل الصور والأفلام – التي تربعت على قائمة أكثر الوسائل تأثيرًا بلا منازع، حيث تضيف إلى العقل المفكّر وإلى الأذن السامعة بعدًا آخر يزيد من عمق وطول التأثير في ذاكرة الإنسان؛ ألا وهو العين وما ترى.

     تطوّرت الوسائط المرئية من مجرّد (تمثال) أو (رسمة) أو (إعلان) أو (كاريكاتير)، إلى أن صارت (صورة فوتوغرافية) عام 1826 م، ومرورًا بظهور أفلام (الرسوم المتحرّكة) أو (الكارتون)، ثمّ ظهور عالم الألعاب الكمبيوترية وسوق (الفيديو جيم) والأجهزة المخصّصة للألعاب الاحترافية مثل (الإكس بوكس) و(البلاي ستيشن)، انتهاء بثلة كبيرة من القنوات الإعلامية والإخبارية والوثائقية والبرامج والإعلانات والمسلسلات والأغاني المصوّرة والأفلام التليفزيونية والسينمائية؛ خاصة الهوليودية التي احتلّت حيزًا لا يمكن تجاهله منذ قرابة القرن من الزمان. وأخيرًا عالم (اليوتيوب) ومواقع الإنترنت المخصّصة لبثّ المواد المرئية، للتكامل بها قوّة التأثير البصري الإعلامي – لبًا وإيجابًا – إلى أن تبلغ ذروتها في حالات توجيه الفكر الجمعي؛ فيما يسمّي المختّصون بالتحكّم في العقل، والذي يصير فيه الكثير من الناس بالفعل – شعروا أم لم يشعروا – عبيدًا للميديا Media Slaves

     لما كان لهذه الوسائط المرئية هذه الجاذبية الهائلة والقوّة في التأثير والسرعة في الانتشار، وجد أنّ أكثر من فكرفي استغلالها منذ ظهورها وإلى الآن هي تلك الفئات المنبوذة أو الشاة أو المكروهة من المجتمعات، وذلك لشدّة حاجتها – أكثر من غيرها – إلى تحسين صورتها، أو إلى الترويج لأكاذيبها وأفكارها غير المقبولة بين الناس، أو إلى صنع نوع ما من الألفة بينها وبين المشاهدين ليتقبّلوا وجودها فيما بينهم على الأقلّ.

     يعدّ الإلحاد من أكثر هذه الفئات المنبذوة أو الشاذّة بين الأمم بمختلف دياناتهم وثقافاتهم، كيف لا؛ وهو المذهب العبثي والعدمي في حقيقته وفي أصله المادي المجافي لإنسانية البشر. بل حتى في جوهره المضاد لمعاني قيمهم المعنوية ومبادئهم والتزاماتهم الأخلاقية، لذلك فلن تجده دومًا إلا في أقلّ المذاهب اعتناقًا وتقبّلًا بين الدول، إذ بلغت نسبة الملحدين – الذين ينكرون وجود إله – في إحصائية جرت في عام 2010 ما يساوي 2 % تقريبًا على مستوى العالم ...

      لأجل ذلك لم يتخلّف الإلحاد عن حجز مقعده في ركب تلك الوسائط المرئية؛ كي يستغلّ قوّة وسهولة انتشارها، لكسب أكبر قاعدة ممكنة من الأتباع أو المتعاطفين معه، ليعوّض بها عجزه المستمرّ عن الدعوة لنفسه بين الناس بسبب خوائه الروحي وفراغه الحياتي ومضمونه المادي، إذ خلاصة ما يقدّمه لهم هو أنّهم لا يساوون شيئًا في هذا الوجود، لا في لحظة ميلادهم ولا من بعد مماتهم، إنّما هم مجموعة من الذرّات المادية التي اجتمعت بغير سبب، والتي غدًا ستتفرّق أيضًا بلا أدنى مغزى ولا معنى في الحياة. فمن يقبل مثل هذا من العقلاء؟!".

     فهرس الكتاب:

     مقدّمة.

     الفئات المنبوذة الشاذّة.

     لماذا التركيز على الأفلام السينمائية في هذه الدراسة؟

     أثر (تقليد) الأفلام السينمائية في تغيير المفاهيم.

     كيف يتمّ تمرير الأفكار الإلحادية في الوسائط المرئية؟

  • أوّلًا: استغلال ثغرات النفس والعقل والخيال.
  • ثانيًا: الإغراق في عرض الشهوات والعري وتبرير الزنا والخيانة الزوجية.
  • ثالثًا: تصوير الوجود والجياة بمظهر العبثية والعدمية واللاغائية.
  • رابعًا: المغالاة في الخيال العلمي لتهميش قدرات الإله الخالق.
  • خامسًا: استغلال لامعقوليات النصرانية والأديان كذريعة للإلحاد.
  • سادسًا: تمثيل الإله بصورة غير مباشرة لخلع الرؤى الإلحادية عليه.
  • سابعًا: استغلال أكاذيب التطوّر كبوابة للإلحاد.

     التوصيات.

    الهوامش.

     الفهرس.

     تقييم الكتاب: هذا الكتاب المختصر يتحدّث عن موضوع غفل عنه كثير من الناس رغم أهميته القصوى، ألا وهو التأثير العقائدي للأفلام السينمائية. قد يتحاشى كثير من المشايخ عن الكتابة في مثل هذا الموضوع لعدم متابعتهم لهذه الأفلام. ولكن كون المشايخ وطلبة العلم لا يشاهدون هذه الأفلام، لا يعني أن بقية المجتمع لا يشاهدونها – ولا سيّما الشباب -. بل قد تؤثّر هذه الأفلام في تصوّراتهم العقدية أكثر من الكتب المطبوعة والمقالات في الصحف. فلا بدّ من دراسة هذا الأمر دراسة دقيقة وبيان خطورة كثير من هذه الأفلام على الفرد والمجتمع. وقد قام المؤلّف – وفّقه الله – بجهد مشكور في هذا الكتاب ببيان تأثير هذه الأفلام على اللاوعي بأمثلة كثيرة. وقد كتبه بطريقة مختصرة وميسّرة لكي يكون مفهومًا للمتخصّص وغير المتخصّص. وهذا أمر يشكر عليه. ولكن الموضوع في الحقيقة بحاجة إلى دراسات علمية وأكاديمية موسّعة ومتعمّقة، ثمّ تحذير عامة الناس من مخاطر هذه الأفلام بطريقة سهلة وميسّرة بعد ذلك.

     ولذلك نرجو من المشايخ وطلبة العلم في أقسام الدعوة وأصول الدين والعقيدة الاهتمام بهذا الموضوع وكتابة رسائل علمية فيه؛ فلا شكّ أن الأمر خطير.


       كتبه جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي) - الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية -