title3

 banner3333

 

مراجعة كتاب: كيف تحاور ملحدًا؟

مراجعة كتاب: كيف تحاور ملحدًا؟

     اسم الكتاب:

     كيف تحاور ملحدًا؟ - دليلك المنهجي لمهارات الحوار -

     اسم المؤلّف:

     أمين بن عبد الهادي خربوعي.

     نوع الكتاب:

     كتيّب صغير الحجم.

     دار النشر:

     مركز دلائل طبع الكتاب عام 1438 هـ.

     عدد صفحات الكتاب:

     109 صفحة.

     التعريف بموضوع الكتاب:

     قال المؤلّف في مقدّمة كتابه: "العالم كقرية صغيرة، مقولة حققتها البشرية منذ القرن الماضي على أرض الواقع، حيث ظهرت المخترعات العظيمة، فأصبح من اليسير على الإنسان أن يسافر من بلد إلى بلد في سويعات قليلة، عوض أن يضرب أكباد الإبل في أشهر وسنوات! حتى غدا من اليسير أن يتّصل الإنسان ويحادث الآخر بمجرّد ضغطات زرّ في بيته، فانتشرت الهواتف النقّالة، والحواسيب الذكّية، وظهرت الشبكة العنكبوتية، فمواقع التواصل الاجتماعية والمنتديات الفكرية، بين شعور العالم أجمع، فحصل التقارب الحواري الذي لم يكن متيسّرًا كما اليوم في عهد الأجداد والأسلاف..

     فكان من الطبيعي والحتمي أن تتبادل تلك الشعوب وجهات النظر في جميع الميادين. وما الإنسان إلا كائن رامز حامل لثقافة وعقيدة، فبدأت تدور هناك حوارات بين أتباع العقائد المختلفة، ومن بين هاته الحوارات الدائرة تلك التي بين المسلمين والملاحدة، فظهر صنف من بني جلدتنا يطعن في الدين ويقيم الدنيا عليه ولا يقعدها! فتصدّرت للحوار قلة قليلة من المثقّفين المسلمين، وكثير ممن هم دون ذلك من الشباب المتحمّس.

     فأمّا الأوائل ممن اختصّ في العلوم الشرعية وجمعها بالعلوم الوضعية فقد كانت حواراتهم موفّقة ممنهجة خاضعة لأصول الحوار المنطقي، وأمّا الباقون فكانت حواراتهم أقرب إلى العبثية نتيجة عدم تحرّيهم تطبيق قواعد المنهج في مثل هاته الحالات، فأصبح من الضروري تأليف هذا الكتاب لتبصير الإخوة بالأمور وليكون دليلًا لكلّ محاور حتى يدعو إلى الله على بصيرة.

     ذلك أنّ الحوار السليم بين المسلمين والملاحدة لا يتأتّى بالمجازفة دون علم، وإرسال الاحكام وطرح التعميمات، كما عوّدنا بعض الغيورين، وإنما بالوقوف عند مسائله، ومعرفة متطلّباته وأصوله، وتحليل الشبه والقضايا.

     وقد تجلّت باكورة هذا الكتاب في بيات أن الممارسة الحوارية التي اختً بها تراثنا الإسلام والمعروفة باسم ((المناظرة)) هي أساس الوصول إلى الحقّ، وتغيير معتقدات المخالفين، فهاته الممارسة هي جوهر الدعوة الإسلامية، والمهمات التي ورثناها عن النبوّة، وحبانا الله تعالى بها، وكلّفنا بتطبيقها إلى أن يرث سبحانه الأرض وما عليها...".

     فصول ومباحث الكتاب:

    المقدّمة:

     الفصل الأوّل: في المفاهيم التي ينبغي أن يضبطها المحاور:

     المبحث الأوّل: في تعريف الإلحاد لغة واصطلاحًا وتاريخه.

     المبحث الثاني: في مفهوم الحوار ودوره في تبادل الأفكار وتغيير القناعات.

     المبحث الثالث: في صفات المحاور المسلم.

     الفصل الثاني: في الشخصيات السيكولوجية الملحدة.

     المبحث الأوّل: في عرض النفسيات الإلحادية وكيفيات تمييزها والتعامل معها.

     الفصل الثالث: في المنهجية والقواعد العامة والحيل الحوارية:

     المبحث الأوّل: في المنهجية والقواعد العامة.

     المبحث الثاني: في حيل التناظر التي يستعملها الملاحدة وكيفية التعامل معها.

     الخاتمة.

 

     تقييم الكتاب:

     قد انتشرت الدعوة إلى الإلحاد في المجتمعات الغربية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ومع وجود وسائل التواصل التي قرّبت المجتمعات بعضها ووجود الهزيمة الفكرية لدى بعض المسلمين فمن الطبيعي أن يتأثّر بعض الناس في البلاد الإسلامية بهذه الدعوة. وحيث أن هذا التأثّر موجود بالفعل فإنّ المسلمين بحاجة ماسة إلى دعاة يقومون بمحاورة هؤلاء المتأثّرين. ولا يتأتّى ذلك إلا بمعرفة الأصول والقواعد في المناظرة والحوار.

     كثير ممن يتأثّر بالخطاب الإلحادي يتظاهر أنّه يفعل ذلك بسبب بعض فلسفة أو نظريات علمية، ولكن من دقّق في الأسباب الحقيقية وجد أنها نفسية بغطاء فلسفي أو علمي. فهو لا يدري شيئًا عن الفلسفة ولا العلم، ولكنّه تأثّر تأثّرًا نفسيًا بسبب مشلكة الشرّ، أو الحروب والصراعات في البلاد الإسلامية، أو سوء تعامل بعض المتديّنين إلخ. والمحارو المسلم الذي لا ينتبه لهذه الحقيقة في الحوار، ويعرف الشخصيات السيكولوجية الملحدة أو حيلهم في التناظر، فإنه حري بالفشل في حواره، ولا يصل إلى عمق قلب المتأثّر.

    وقد جاء هذا الكتاب الموفّق في التنبيه على هذه القضايا بطريقة مختصرة وسهلة، يفهمها حتى غير المتخصّص في علم النفس والحوار. ولكنّ هذا الكتاب مختصر جدًّا وغير عميق في طرحه، فمن أراد أن يدخل في باب الحوار بالتوسّع فإنّه قد يستفيد من هذا الكتاب كمقدّمة، ولكنه ينبغي أن يقرأ الكتب المطوّلة والمتعمّقة كذلك.

     أكثر هذا الكتاب إنشائي، ولا يحيل المؤلّف إلى مصادر ومراجع في الباب إلا في النادر، لو فعل ذلك لكان أحسن وأجود. ولكن الظاهر أن المؤلف قد قرأ كتب الحوار والمناظرة وعلم النفس، ولديه خبرة شخصية جيّدة في الحوار، فكتب الكتاب بناء على ذلك، فجزاه الله خيرًا على ما قدّم، ونتمنّى أن يأتي غيره ويتوسّع في هذا الباب أكثر، لا سيّما في قضية الشخصيات السيكولوجية الملحدة.

     فخلاصة الأمر أن الكتاب مختصر ومفيد، ينبغي أن يقرأها المعتني بباب محاورة الملاحدة كمقدّمة، ولا يكتفي بهذا الكتاب.


كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي) – باحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية -.