title3

 banner3333

 

القاعدة السابعة: إذا عمل العقل في إطاره الصحيح فيسهل التعامل مع الشكّ

القاعدة السابعة: إذا عمل العقل في إطاره الصحيح فيسهل التعامل مع الشكّ

     هذه القاعدة لها صلة بما قبلها؛ فإذا اعترف الإنسان بقصور عقله فإنه ينبغي أن يضعه في إطاره الصحيح، وبذلك ينجو من كثير من الشبهات؛ قال البروفسور وليام لاين كرايغ (William Lane Craig) عن هذه القاعدة: ((ما دام العقل يعمل في وظيفته الحقيقية فإن الثقة الروحانية لإيماننا لا تتزعزع)) [Hard Questions, Real Answers: 38].

     وهذا الكلام صحيح، والمشكلة إذا أقحم المرء نفسه فيما لا مجال للعقل فيه مثل الخوض في تفاصيل الغيبيات بالعقل المجرّد؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر، وأمرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم، كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم، وإن كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك)) [مجموع الفتاوى (3/ 115)].

     وقد سبق أن الرسل يخبرون بمحارات العقول ولا يخبرون بمحالات العقول؛ قال شيخ الإسلام: ((والعقل الصريح دائمًا موافق للرسول r لا يخالفه قط فإن الميزان مع الكتاب والله أنزل الكتاب بالحق والميزان؛ لكن قد تقصر عقول الناس عن معرفة تفصيل ما جاء به فيأتيهم الرسول بما عجزوا عن معرفته وحاروا فيه، لا بما يعلمون بعقولهم بطلانه؛ فالرسل صلوات الله وسلامه عليهم تخبر بمحارات العقول لا تخبر بمحالات العقول)) [مجموع الفتاوى (17/ 444)]

     [كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي)، الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية]