title3

 banner3333

 

القاعدة السادسة: الاعتراف بقصور العقل والمعرفة

القاعدة السادسة: الاعتراف بقصور العقل والمعرفة

     المشكلة مع بعض من يقع في الشبهات أنه مصاب بداء الكبر والعجب بالنفس، فيقع فيما ذكره الله: (بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِطُوا بِعِلمِه وَلما يَأتِهم تَأوِيلُه) [يونس: 39]. فينبغي أن يذكّر من يقع في الشبهان بقصور علم الإنسان كما قال تعال: (وَما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إلا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].

     وذكر وليام ألستون (William Alston) – بروفسور الفلسفة الأمريكي – أن العقل الإنساني أسير ستة معوّقات:

     1 – قصور المعلومات (Lack of data): وهي تبدأ من أسرار القلب البشري إلى عناصر الكون وتكوينه، وتشمل الماضي السحيق والمستقبل الآتي.

     2 – تعقيد أكبر من إدراكنا (Complexity greater than we can handle): الموضوع متداخل العناصر على صورة أعظم من طاقتنا على التفكيك والإدراك.

     3 – صعوبة تحديد ما هو ممكن أو ضروري ميتافيزيقيًا (Difficulty of determining what is metaphysically possible of necessary): عالم الماورائيات هو عالم يقع خارج دائرة إدراك التفكير البشري ونحن لا نعرف عنه غير القليل مما تدلّ عليه قرائن الوجود المادي، ولا يبقى بعد المعارف المتلقّاة من الوحي مصدر آخر لفهم هذا الوجود المتنائي عن إدراكنا.

     4 – جهلنا بالقائمة التامة للممكنات (Ignorance of the full range of possibilities): تواجهنا هذه المشكلة عندما نبحث عن نتيجة سلبية (للنفي لا للإثبات)؛ فنحن مطالبون هنا باستحضار جميع الممكنات لاستنباط نتيجة من نفيها.

     5 – جهلنا باقائمة التامة للقيم (Ignorance of the full range of values): استخلاص دلالة إيجابية من الفعل البشري أو الحدث الكوني لنفي أنه شرّ أو النظر إليه سلبًا على أنه شرّ يقتضي إدراكًا لجميع القيم الإيجابية أو السلبية التي من الممكن أنه تتّصل بهذا الفعل.

     6 – حدود ملكاتنا في شأن تقديم أحكام قيمية كاملة (Limits to our capacity to make well considered value judgments): تظهر أساسًا في صعوبة إصدار أحكام مقارنة بشأن قضايا كبرى معّقدة.

     [انظر: The Inductive Problem of Evil, in Philosophical Perspectives 5, 59 – 60

     وانظر كتاب: مشكلة الشرّ ووجود الله (154 – 155)]

     [كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي)، الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية]