(14)
المعصية تورث الذلّ
[ومن آثار الذنوب القبيحة]: أنّ المعصية تورث الذلَّ، ولابدّ؛ فإنّ العزّ كلّ العزّ في طاعة الله تعالى. قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10] أي: فليطلبها بطاعة الله، فإنّه لا يجدها إلا في طاعته.
وكان من دعاء بعض السلف: اللهم أعِزَّني بطاعتك، ولا تُذِلَّني بمعصيتك.
قال الحسن البصري: "إنّهم، وإن طقطقتْ بهم البغالُ، وهَملَجَتْ بهم البراذينُ، إنّ ذلَّ المعصية لا يفارق قلوبَهم. أبى اللهُ إلا أن يُذِلَّ من عصاه".
وقال عبد الله بن المبارك:
رأيتُ الذنوب تميت القلوبَ ... وقد يورث الذلَّ إدمانُها
وترك الذنوب حياة القلوب .... وخير لنفسك عصيانُها
وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ ... وأحبارُ سَوء ورُهبانُها
[الداء والدواء: 146 - 147]، للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله.