(3)
وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله
[ومن آثار الذنوب القبيحة]: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبيّن الله، لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلًا. ولو اجتمعت له لذّاتُ الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة. وهذا أمر لا يحسّ به إلا من في قلبه حياة. و"ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ".
فلو لم يترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريَّا بتركها.
وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشةً يجدها في نفسه فقال له:
إذا كنتَ قد أوحشتك الذنوبُ ... فدَعْها إذا شئتَ واستأنسِ
وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب، فالله المستعان.
[الداء والدواء: 133 - 134]
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله.