title3

 banner3333

 

مغالطة السؤال المعقّد

مغالطة السؤال المعقّد

     تشبه مغالطة السؤال المعقّد (The Complex Question) مغالطة النعوت المصادرة على المطلوب، فهي الشكل الاستفهامي من مغالطة المصادرة على المطلوب - عندما يحاول المناقش أن يقنع بطرح سؤال مشحون. المثال التقليدي: "هل توقّفت عن ضرب زوجتك؟". إن الإجابة بنعم أو لاستدلّ ضمنيًا أن الرجل كان يضرب زوجته في الماضي، الأمر الذي قد لا يكون صحيحًا بتاتًا، فالسؤال هنا "مركب" لأنه يجب تجزئته إلى سؤالين:

  • هل سبق أن ضربت زوجتك؟
  • إن كان كذلك، هل توقّفت الآن عن فعل ذلك؟

      إليكم بعض الأمثلة التطورية المنتشرة المتعلّقة بالوقوع في مغالطة السؤال المركب: "لماذا يقف الخلقيون ضد العلم؟". يفترض هذا السؤال المشحون مسبقًا أن الخلقيين ضد العلم. وهذا غير صحيح، ولذا وجب تحليل السؤال إلى:

  • هل الخلقيون ضد العلم؟
  • إن كان كذلك، فلماذا هم كذلك؟

      بما أن الجواب على السؤال الأوّل بالنفي، فلا ضرورة لطرح السؤال الثاني.

"لماذا نظرية التطور مهمة جدًا لنفهم علم الأحياء؟". جملة مغالطة لأنه يجب أن نسأل بداية "هل نظرية التطور مهمة جدًا لنفهم علم الأحياء؟". احذر من الأسئلة الموجهة في المنشورات التطورية مثل: " كيف استطاعت الديناصورات البقاء لملايين السنين؟". فهذه مغالطة السؤال المركب، إذ علينا أن نجزئ السؤال إلى التالي:

  • هل بقيت الديناصورات حقًا لملايين السنين؟
  • إن كان الأمر كذلك فكيف تمّ ذلك؟

* " ما هي الآلية التي تطورت بها الزواحف إلى طيور؟"...

* "إن كانت نظرية الخلق صحيحة، فعندئذ لماذا تشير جميع الأدلة العلمية إلى التطور؟". هذه كلها أسئلة تحوي مغالطات، استعمل فيها لغة متحيّزة للإقناع بدلًا من المنطق.

حدث مرة بعد إلقائي لمحاضرة حول الخلق أن صعد إلي ملحد وسألني: "هل أنت مدرك لحقيقة أن...؟" وقبل أن يكمل جملته، غلب ظني أنه سيرتكب مغالطة السؤال المركب. وبالفعل، ما أكّده عاطفيًا على أنه حقيقة لم يكن صحيحًا أبدًا. لقد أساء فهم بعض الأمور التي ألقيتها وارتكب أخطاء أخرى في الاستدلال أيضًا. ويستخدم بعض الناس الصيغة التالية: "هل أنت مدرك للحقيقة (س)؟ لكي يقنع الآخرين أن (س) حقيقة، بينما الواقع أن الحقيقة (س) غير مثبتة منطقيًا.


A pocket Guide to Logic & Faith (31 – 32).

للدكتور جاسنو ليزلي – عالم الفيزياء الفضائية  الأمريكي -.