title3

 banner3333

 

الآثار الجليلة المترتبة على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم.

من الأدلة على وحدانية الله: 

الآثار الجليلة المترتبة على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم. 

   ومن براهين وحدانية الله وصدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم: الآثارُ الجليلة التي نشأت وترتبت على رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم. فإنه بعث في أمة أمية، والأرض مملوءة من الجهل والشرك والشرور المتفاقمة، فهداهم الله به من الضلالة، وعلَّمهم به بعد الجهالة، واستقامت أخلاقهم وصلحت أعمالهم، وامتلأت الأرض من الخير والهدى والصلاح، وانتشرت الرحمة والعدل، وتم به الفلاح والنجاح. وفتحت القلوبُ بالعلوم النافعة والمعارف الصحيحة والإيمان، وأظهر الله دينه على سائر الأديان، وانتشر وقبلته القلوب المستقيمة في جميع الأقطار، وزهق به كل باطل ومحال.  

   ولم يزل أهلُه ظاهرين على غيرهم حين كانوا مستمسكين به، وقائمين حق القيام به، حتى حصل الانحراف من أهله في العقائد والأخلاق، والأعمال الدينية والدنيوية، فزالت عنهم بذلك آثارُه الجليلة وتبدلوا بأضدادها. 

   أفليس في هذا أكبرُ برهانٍ على أن هذه الشريعة شَرَعها العزيز الحكيم، ونصرها الرب العظيم؟ وأن الخيرَ كلَّه ملازمٌ لها وتابع لتعاليمها وأخلاقها؟ وأنها تنزيلٌ من حكيم حميد؟ وأن أخبارها كلها صادقة تشهد العقول بصدقها؟ 

   ولم يأتِ منها خبرٌ واحد صحيح يناقض الواقعَ ويخالف المحسوسَ؛ فإنها لا تأتي بما تحيله العقولُ، وربما أتت بما تحارُ فيه العقولُ ولا تهتدي إليه، لأن في الشريعة من التفاصيلِ العظيمةِ الخبريةِ والحُكميةِ ما لا تصل إليه عقول العقلاء، ولا تهتدي إليه فطنة الفطناء. 

   ولم يأت علم صحيح أو نظرية صادقة متفق عليها بين العقلاء تناقض ما جاء به الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهل في البراهين اليقينية أعظم من هذا البرهان وأوضح من هذا البيان؟ (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً) [الأنعام: 115]، صدقاً في إخبارها، وعدلاً في أحكامها وشرائعها.

 

   (البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله 55 - 57 للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).