من الأدلة على وحدانية الله:
إخبار الله ورسوله عن أمور من الغيب.
ومن أعظم البراهين ـ الجامعةِ بين كونها نقليةً وعقليةً حسيةً ـ: إخبارُ الله في كتابِه، وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم عن أمورٍ من الغيب كثيرةٍ جداً.
أمورٍ ماضية سابقة لوقت التنزيل، وأمورٍ حاضرة وقعت أيامَ الرسالة، وأمور مستقبَلةٍ لا تزال تحدث شيئاً فشيئاً؛ موافقةٍ مطابقةٍ لما أخبر اللهُ به ورسولُه على الوجه الذي أخبر، وهي غير محصورة في أنواعها فضلاً عن أفرادها؛ تَستحقُّ أن يصرف لها تصنيفٌ مستقل.
فكل واحدٌ منها برهان، ثم هو مع الثاني ومع الثالث والرابع وما بعده؛ براهين متعددة، وكلها تضطرُّ الناظرَ فيها إلى الاعتراف لله بالوحدانية ولنبيِّه بالرسالة، وأن جميعَ ما أخبر الله به وأخبر رسوله فهو حق لا ريب فيه.
(البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله 54، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).