:من الأدلة على وحداينة الله
إجابة الله للدعوات.
ومن براهينِ رُبوبيته ووحدانيته: إجابتُه للدعواتِ في كلِّ الأوقات، فلا يحصي الخلقُ ما يعطيه السائلين، وما يجيبُ به أدعيةَ الداعين، من بَرٍّ وفاجر، ومسلمٍ وكافر.
تحصلُ للعباد المطالبُ الكثيرة ولا يعرفون لها شيئاً من الأسباب سوى الدعاء، والطمع في فضل الله والرجاء لرحمته. هذا برهانٌ مشاهدٌ في كلِّ الأوقات، لا ينكره إلا مباهت جاحد. يدعونه في مطالب دينهم فيجيبهم، وفي مطالب دنياهم فيجيبهم: (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ)، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، (أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا) [البقرة: 200 ـ 202].
(البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله 25 - 26، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).