title3

 banner3333

 

رحمة الله العامة

بسم الله الرحمن الرحيم

[من الأدلة على وحدانية الله: رحمة الله العامة]

     ثم انظر رحمك الله إلى سعة رحمة الله التي ملأت أقطارَ العالم، وشملتَ كلَّ مخلوق في كل أحواله وأوقاته.

     فبرحمته أوجد المخلوقات، وبرحمته أبقاها وحفظها، وبرحمته أمدها بكل ما تحتاج إليه، وأسبغ عليها النِّعم الظاهرة والباطنة، التي لا يمكن أن يخلوَ مخلوقٌ منها طرفة عين، وهي متنوعة عليه من كل وجه: نِعَمُ التعليمِ لأمور الدين والدنيا، ونِعم العافية للأبدان عموماً، ولكلِّ عضوٍ وقوةٍ على وجه الخصوص، ونِعم الأولادِ والأهلِ والأتباعِ، ونِعم الأرزاقِ الواسعة، ونِعم الحروث والزروع والثمار، ونِعم المواشي وأصناف الأمتعة، ونِعم الدور والقصور، ونِعم اللذات والحبور. النِّعمُ التي فيها جلب المنافع كلها، والنِّعمُ التي فيها دفع المضار. كلُّ ذلك يدل أكبر دلالة على وحدانية موليها ومسديها والمتفضل بها، وعلى سعةِ كرمه، ووجوبِ شكره والخضوع له، وإخلاص العمل له؛ {{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ}} [النحل: 17]، {{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}} [النحل: 53] .

(البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله 21 - 22، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).