5. سلسلة التطور ... استحالة وجود طفرات تخلق عضوًا أو كائنًا جديدًا
بعدما رأينا في الفصل السابق الاستحالة النظرية والاحتمالية لتكوين بروتين واحد أو خلية حية صدفة, ففي هذا الفصل سنتطرق إلى أحد أعمدة نظرية التطور في آلياتها المعتمدة لدى كل المؤمنين به ألا وهي الطفرات العشوائية.
وهي تلك الأخطاء التي تقع أثناء نسخ أو تضاعف الحمض النووي داخل النواة بسبب مؤثرات خارجية على جسم الكائن أو خلاياه التناسلية مثل الحرارة الشديدة أو الإشعاع أو بعض المؤثرات الكيماوية, حيث إما أن تتبدل أجزاء كاملة من الكروموسومات أو تتكرر أو يتم فقدها أو في جينات النمو والضبط والتحكم, أو تتبدل قاعدة نيتروجينية من قواعده الأربعة (ATGC) أو أكثر .. وكل ذلك يظهر في صورة تشوهات الجنين الجسدية والوظيفية .
وذلك لأن الحمض النووي هو مثل الجهاز المُحكم – كالتلفاز مثلا أو المذياع أو الساعة -: ويستحيل أن يتخيل عاقل أن صدمة لهذا الجهاز سوف يقع بسببها شيء نافع له أو تضيف له وظائف جديدة – مشغل اسطوانات ليزر مثلًا! -
ومشكلة الطفرات بالنسبة للتطور المفترض تتلخص في 4 معضلات رئيسية:
1) أن الطفرات نادرة الحدوث وتقع أثناء نسخ , وهي تقوم بعمل تغييرات في الشريط الوراثي بعشوائية, وذلك يضر نظامه الدقيق ولا ينفعه! وهو يحذف أو يبدل ولكنه أبدا لن يضيف أي معلومات أو جينات جديدة للكائن!
2) أن الطفرات تحدث بسهولة في الأجزاء الأضعف ترابطا (AT) ذات الرابطتين الهيدروجينيتين والتي تمثل الـ DNA غير الحامل للجينات الوراثية أصلا والتي تكون محمولة غالبا على الأجزاء (GC) الأقوى ذات الثلاث روابط هيدروجينية !!
3) أن الانتخاب الطبيعي المزعوم في التطور, وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يشجع ويحافظ على أي سبيل للاستكثار من وقوع تلك الطفرات وأخطاءها , نفاجأ بوجود نظام بالغ الدقة والنظام لـ(تصحيح) أخطاء الحمض النووي أثناء النسخ أو التضاعف أولا بأول بأقصى إمكانية متاحة!
4) وجود تشابهات في جينات أعضاء ووظائف كائنات متباعدة تماما في سلاسل التطور لا تفسير له إلى اليوم! وذلك لأنه يستحيل أن تتطابق نفس عشوائية الطفرات المزعومة في الوقوع في أكثر من كائن في أكثر من مكان وفي أكثر من زمان على شجرة التطور!
وسوف نتعرض لكل واحدة من تلك المعضلات الآن:
1) بالنسبة لندرة وقوع الطفرات وأنها ضارة ولا تضيف أي معلومات جينية جديدة.
فهذا ما اعترف به العلماء المختصون بالفعل – سواء من التطوريين أنفسهم أو غيرهم ممن ينتقد التطور - !
حيث يقول العالم رانغانثان مثلا :
"إن الطفرات صغيرة وعشوائية وضارة !.. وهي تتسم بندرة حدوثها ، وتتمثل أفضل الاحتمالات في كونها غير مؤثرة!.. وتلمح هذه السمات الأربع إلى أن الطفرات لا يمكن أن تؤدي إلى أي تقدم على صعيد التطور! إن حدوث تغير عشوائي في كائن حي يتسم بقدر عال من التخصص، إما أن يكون غير مؤثر أو ضارًا ، ذلك أن التغير العشوائي في ساعة اليد مثلا لا يمكن أن يُحسن أداء الساعة، بل أغلب الظن أن هذا التغير سيضرّ بها أو لن يؤثر فيها على أحسن تقدير .. والزلزال لا يُحسن المدينة: بل يجلب لها الدمار" !!(1).
ويُعلّق عالم التطوروَرن ويفرعلى التقرير الصادر عن لجنة التأثيرات الجينية للأشعة الذرية (والتي شُكلت
لدراسة الطفرات التي يمكن أن تكون قد نتجت عن الأسلحة النووية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية) قائلاً:
بل وقد عمد العلماء إلى دراسة مئات الطفرات عن طريق اللجوء إلى عشرات التجارب الحرارية والإشعاعية والكيميائية على حشرات ذبابة الفاكهة (لقصر دورة حياتها وأجيالها): فلم يخرجوا بطفرة واحدة مفيدة أو أضافت إلى الحشرة عضوا لم يكن فيها من قبل أو وظيفة جديدة – لأن كل ذلك سيتطلب وجود شيفرات وراثية لكل صفة بكل دقة وإحكام كما نرى في خلق الله تعالى! - يقول عالم الوراثة التطوري غوردون تايلور:
"من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة : فلم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميّز!.. أو حتى إنزيم جديد "!(3).
ويقول العالم مايكل بيتمان :
"لقد قام مورغان وغولدشميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر! فهل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان؟ في الواقع لا، لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها! وفي الواقع ، إن هذه الطفرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية"!(4).
كل ذلك: فضلا عن اعتراف المختصين كذلك بأن كل كائن حي له تركيب جزيئي متباين في أساسه ولا يدعم فكرة التطور والأسلاف المشتركة مُطلقا! يقول الدكتور مايكل دانتون :
"إن كل نوع من الأحياء يُعَد - على المستوى الجزيئي- فريداً ووحيداً وغير مرتبط بوسطاء.. ومن ثَم فقد عجزت الجزيئات -شأنها شأن المتحجرات- عن تقديم الوسطاء الذين يبحث عنهم علماء الأحياء من دعاة التطور منذ زمن طويل.. فعلى المستوى الجزيئي: لا يوجد كائن هو جد مشترك أعلى، أو كائن بدائي أو راقٍ مقارنة بأقربائه !! ولا يكاد يوجد شك في أنه لو كان هذا الدليل الجزيئي متاحاً قبل قرن من اليوم , فربما لم تكن فكرة التطور العضوي لتجد أي قبول على الإطلاق"!(5).
بل وحتى المثال الشهير الذي يُكرره التطوريون عن أن هناك طفرات مفيدة – وهو مقاومة البكتريا لبعض المضادات الحيوية – فقد وجد العلماء أن ذلك له سببين , وأن كل منهما لا يعد دليلا أبدا على التطور بالطفرات أو ظهور طفرات تضيف إلى المحتوى الجيني أية صفات جديدة كما يدعيه المتطورون! والسببان هما:
فبالنسبة للسبب الأول, فلو نظرنا إلى حالة طفرة البكتريا لمقاومة مضاد الستربتومايسين Streptomycin : فالمختصون يعرفون أن ربط تلك الطفرة بالتطور – أي أنها أضافت معلومات جديدة - هو مجرد تزوير للحقائق! وذلك لأن تلك الطفرة التي وقعت في البكتريا: كانت خللاً في جين تكوين جسم الريبوسوم بها – وهو الجسم الذي عن طريقه سيؤثر المضاد الحيوي في البكتريا ليقضي عليها -! إذن: الخطأ الذي وقع هنا كخلل في الحمض النووي: لم يضف في الحقيقة أي شيئ جديد إلى الجينات كما يصوره التطوريون للعوام وغير المختصين! وإنما كان عبارة عن خطأ في نسخ قاعدة نيتروجينية واحدة فقط : هو الذي أدى إلى تغيير في جسم الريبوسوم الذي كان من المفترض أن يتعلق به المضاد الحيوي!
يشرح ذلك عالم الفيزياء الحيوية سبتنر فيقول:
"يستطيع الكائن المجهري أحيانا أن يكتسب مقاومة ضد المضاد الحيوي من خلال الاستبدال العشوائي لنكليوتيد nucleotide وحيد... فالستربتومايسين Streptomycinمثلا الذي اكتشفه سِلمان واكسمان Selman Waksman وألبرت شاتز Albert Schatz وتم الإعلان عنه لأول مرة في سنة 1944م: هو مضاد حيوي تستطيع البكتيريا أن تقاومه بتلك الطريقة. ولكن على الرغم من أن الطفرة التي تخضع لها البكتيريا أثناء العملية تفيد الكائن المجهري في وجود الستربتومايسين، فإنها لا تصلح لأن تكون نموذجا أوليا لنوع الطفرات التي تحتاجها النظرية الداروينية الجديدة !! ذلك أن نوع الطفرة التي تمنح مقاومة ضد الستربتومايسين يتضح في الريبوسوم ويقوم بحل تكافئه الجزيئي مع جزيء المضاد الحيوي"!(6).
ولذلك: فقد وجد العلماء نفس هذه الطفرات في بكتريات قديمة : من قبل أن تظهر تلك المضادات الحيوية أصلًا ولا الحاجة لمقاومتها كما يدعي التطوريون!
ففي عدد مارس 1998م من مجلة Scientific American تعترف المجلة – رغم أنها من المنشورات الشهيرة الداعية للتطور – بالتالي :
"كثير من البكتيريا كانت لديها معلومات وراثية للمقاومة قبل استخدام المضادات الحيوية التجارية! ولا يعرف العلماء سبب وجود هذه المعلومات الوراثية! كما لا يعرفون لماذا تم الحفاظ عليها وإبقاؤها "!(7).
وكذلك نقرأ بوضوح في مجلةMedical Tribune في عدد 29 ديسمبر 1988م - وهي من المطبوعات العلمية المرموقة عالميا – هذا الخبر المثير :
"ففي دراسة أُجريت عام 1986م: تم العثور على جثث بعض البحّارة الذين أصابهم المرض وماتوا أثناء رحلة قطبية استكشافية عام 1845م: محفوظة في حالة تجمد ، كما عُثر في أجسامهم على نوع من البكتيريا كان منتشراً في القرن التاسع عشر .. وعندما أُجريت على هذه البكتيريا فحوص معملية: وُجِد أنها تحمل خواص مقاومة ضد كثير من المضادات الحيوية التي لم يتم إنتاجها إلا في القرن العشرين"!(8).
ويعترف بذلك أيضا عالِم الأحياء فرانسيسكو أيالا - وهو أحد دعاة التطور – فيقول:
"يبدو أن التنوعات الوراثية المطلوبة لاكتساب المناعة ضد أكثر أنواع المبيدات الحشرية : كانت موجودة لدى جميع الحشرات التي تعرضت للمركّبات الكيميائية التي صنعها الإنسان ضد الحشرات"!(9).
وأما بالنسبة للسبب الثاني لظهور طفرات مقاومة في البكتريا فنعود إلى عالم الفيزياء الحيوية سبتنر حيث يشرح ذلك في مقالة علمية نشرت عام 2001م :
"لقد وُهبت بعض الكائنات المجهرية جينات تقاوم هذه المضادات الحيوية! ويمكن أن تتجسد هذه المقاومة في حل جزيء المضاد الحيوي أو طرده من الخلية ... وبإمكان الكائنات المالكة لهذه الجينات أن تنقلها إلى بكتيريا أخرى وتجعلها مقاوِمة أيضًا. وعلى الرغم من أن آليات المقاومة تتخصص في مقاومة مضاد حيوي بعينه، فإن معظم البكتيريا المسببة للأمراض قد نجحت في تجميع مجموعات متعددة من الجينات مما أكسبها مقاومة ضد تشكيلة متنوعة من المضادات الحيوية"!(10).
ثم ينفي العالم سبتنر من جديد أن يكون هذا السبب هو الآخر دليلا على التطور فيقول:
"إن اكتساب مقاومة ضد المضادات الحيوية على هذا النحو... ليس من النوع الذي يصلح لأن يكون نموذجا أوليًا للطفرات المطلوبة لتفسير نظرية التطور! ذلك أن التغييرات الوراثية التي يمكن أن توضح النظرية ينبغي ألا تضيف معلومات إلى جينوم البكتير فحسب ، بل ينبغي أن تضيف معلومات جديدة للوجود الحيوي ككل biocosm. كما أن النقل الأفقي للجينات : ينتشر فقط حول الجينات الموجودة فعليا في بعض الأنواع"! (11).
إذن، لا يمكننا أن نتحدث عن أي تطور هنا نتيجة لعدم إنتاج معلومات وراثية جديدة؛ فالمعلومات الوراثية الموجودة فعلا تتناقلها البكتيريا فيما بينها فحسب !!..
2) أن الطفرات تحدث بسهولة في الأجزاء غير الحاملة للجينات الوراثية من الحمض النووي!
وتتلخص هذه المعضلة في وجود معظم جينات الحمض النووي في مناطق على سلاسل الـ DNA تسمى جزر isochores وهذه الجزر تتكون أساسا من العلاقة G-C من قواعد الحمض النووي الأربعة (ATGC) وهي الروابط الأكثر تماسكا ًفي الحمض النووي (3 روابط هيدروجينية في مقابل رابطتين فقط بين A-T) ولذلك فعن طريقها يتم قياس درجة تحمل الحمض النووي للتفكك الحراري , ومن هنا فإن نسبة GC ratio of genomes تقف عائقا أمام فكرة كثرة وجود أو وقوع طفرات في مناطق الجينات على الحمض الوراثي!
3) وجود نظام تصحيح أخطاء نسخ الحمض النووي : بعكس المفترض من الانتخاب الطبيعي!
حيث لو كان الانتخاب الطبيعي المزعوم في التطور يعمل بالفعل على إبقاء كل ما هو في مصلحة الكائن وتطوره واستبعاد كل ما فيه ضرر الكائن أو غير مفيد: لكان من المفترض أن يستبعد نظام تصحيح الأخطاء التي تقع في سلاسل الحمض النووي وتراتيب بعض القواعد النيتروجينة! وهو ما يعرف بـ DNA repair .. وذلك لأن الطفرات هي في الأصل عبارة عن أخطاء تقع أثناء نسخ أو تضاعف سلاسل الحمض النووي وقواعده! فكيف لا يحارب الانتخاب الطبيعي ذلك النظام التصحيحي الذي يعمل على تقليصها إلى أكبر قدر ممكن؟!
4) وجود تشابهات في جينات أعضاء ووظائف كائنات متباعدة تماما في سلاسل التطور ..
وهو من المعضلات التي حار التطوريون في محاولة إيجاد تفاسير علمية أو حتى منطقية مقبولة لها بعيدًا تعتمد على آليات الصدف التطورية والعشوائية! إذ: كيف تتكرر نفس الصدف والعشوائية والطفرات في أكثر من كائن في أكثر من مكان في أكثر من زمان وفي مراتب مختلفة على شجرة التطور المزعومة ؟!
يعني التطوريون وفي ظل عجزهم عن تفسير ظهور أي عضو معقد – كالعين مثلا – بالصدفة والعشوائية لمرة واحدة: يزعمون الآن أنه ظهر بنفس الصدف والعشوائية ذاتها : أكثر من مرة – وأسماه البعض بالتطور المتقارب ! Convergent evolution – وبالطبع كل هذا لا يدعمه أي دليل من المنطق أو حتى التجربة ولا الخيال! بل أقل ما فيه أنه يعتمد على مغالطة منطقية شهيرة وهي المنطق الدائري Circular reasoning!
حيث يتم استخدام المطلوب كمقدمة للتدليل على وجوده! وفي حالتنا هذه ينطلق التطوريون من منطلق أن التطور الصدفي والعشوائي حقيقة واقعة بالفعل: ثم يبدأون في تطويع كل المشاهدات لإثبات أن التطور حقيقة واقعة بالفعل! والصواب: أنه يتم دراسة المشاهدات في حد ذاتها – بغض النظر عن وقوع تطور او خلق مباشر -: ثم بناء على دراسة تلك المشاهدات نخرج بالنتيجة التي ستخبرنا إذا كان قد وقع تطور صدفي وعشوائي بالفعل أم لا!
وبالطبع كل ذلك التأليف حول التطور المتقارب: يتهاوى بأبسط قواعد العلم والمنطق ! وحتى على لسان التطوريين أنفسهم الذين أعلنوا عدم تقبلهم لمثل هذه الافتراضات التي لا محل لها من الإعراب !
يقول فرانك سالزبوري – وهو أحد دعاة التطور -:
"إن عضوًا معقد التركيب مثل العين: قد ظهر أكثر من مرة! في الحبار والفقاريات والمفصليات على سبيل المثال .. إن من العسير التفكير في الكيفية التي ظهر بها مثل هذا العضو مرة واحدة! فكيف بالتفكير في ظهوره كل هذا العدد من المرات كما تقول النظرية التركيبية الحديثة ؟! إن التفكير في هذا يصيبني بالدوار"!(12).
وفي نهاية هذا الفصل:
يسقط معنا من جديد أحد دعائم نظرية التطور التي قامت على افتراضات لا وجود حقيقي لها وتكذبها كل الدراسات والاحتمالات والعقل والمنطق!
(1) G. Ranganathan, Origins?, Pennsylvania: The Banner Of Truth Trust, 1988
(2) Warren Weaver, "Genetic Effects of Atomic Radiation", Science, Vol 123, June 29, 1956, p. 1159
(3) Gordon R. Taylor, The Great Evolution Mystery, New York: Harper & Row, 1983, p. 48
(4) Michael Pitman, Adam and Evolution, London: River Publishing, 1984, p. 70
(5) Michael Denton. Evolution: A Theory in Crisis. London: Burnett Books, 1985, pp. 290-91
(6) Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,”
(7) Stuart B. Levy, "The Challange of Antibiotic Resistance", Scientific American, March 1998, p. 35
(8) Medical Tribune, December 29, 1988, pp. 1, 23
(9) Francisco J. Ayala, "The Mechanisms of Evolution", Scientific American, Vol 239, September 1978, p. 64
(10) Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,” 2001,www.trueorigin.org/spetner2.asp
(11) Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,” 2001,www.trueorigin.org/spetner2.asp
(12) Frank Salisbury, "Doubts About the Modern Synthetic Theory of Evolution", American Biology Teacher, September 1971, p. 338