title3

 banner3333

 

حدود العقل والعلم التجريبي (4) القياس المنطقي الصحيح والقياس المنطقي الخاطئ

            القياس المنطقي الصحيح والقياس المنطقي الخاطئ

     لتحقيق أهداف هذا الكتاب من المفترض أن نظامنا التفكيري أو منطقنا صحيحًا كما ذكرنا أعلاه، لو لم نفترض صحة المنطق لن نستطيع المضي أبعد من ذلك، فليس لدينا وسيلة صحيحة لفحص المنطق. دعنا نبدأ بمناقشة صحة الأشكال المنطقية؛ التمييز بين الصحيح والخاطئ ابتداءً، ولكن من المهم أن نستعرض بإيجاز بعض الأمثلة؛ فالقياس المنطقي صحيح عندما يستطيع المرء أن يستنبط بشكل حتمي من المقدمات المنطقية والمسلّمات، وأبسط أشكاله الانتقال من العام إلى الخاص. مثل:

        كل سلالة المسترد الذهبي (نوع من الكلاب) هي كلاب.

        (س) مسترد ذهبي.

      إذن: (س) كلب.

     رغم ذلك فبعض الأقيسة المنطقية تبدو صحيحة لكنها تتضمن استنتاجًا بلا مبرر:

     البيتبول كلب.

     بعض أذكى الحيوانات كلاب

     إذن: بعض أذكى الحيوانات بيتبول.

    في هذا القياس الفاسد، الاستنتاج غير مسموح به لأن من الممكن أن يكون البيتبول ليس من أذكى الكلاب، الطبيعة المنطقية لهذا النوع من الأقيسة الفاسدة أكثر إثارة في المثال التالي:

     نسور الكندور تأكل الجيف.

     أسماك القرش تأكل الجيف.

     إذن: بعض نسور الكندور أسماك قرش.

     فالمرء لا يستطيع الانتقال من قضية "جزئية" إلى استنتاج يعتمد على ابتداء على "افتراض كلي".

     لننظر إلى مثال آخر أكثر صلة بموضوع الكتاب، وهو قياس فاسد منطقيًا تمّ الاستنتاج فيه بغير مبرر:

     الأحماض الأمينية تنتج من خليط في إناء زجاجي بعد مرور شحنة كهربية عليه.

     أكثر هذا الخليط يشبه الغلاف الجوي للأرض في بداياتها، ومن المحتمل أن يحوي هذا الغلاف على مكونات أخرى.

     ينتج من ذلك أن الأحماض الأمينية نتجت بنفس الطريقة في الغلاف الجوي للأرض مبكرًا.

     وهذا قياس فاسد لأنّ "أكثر" لا تساوي "كل"، وهناك مكوّنات في الغلاف المبكّر غير موجودة في الخليط. ولهذا، فالخليط لا يكافئ الغلاف الجوي. مرة أخرى: القفزة من "بعض" إلى استنتاج كلي يعتمد على "افتراض كلي"، فهما غير متكافئين ولا يتولّد عنهم هذا الاستنتاج بشكل ضروري، وكما يقال: لا يصح الانتقال من الخاص إلى العام.

     التقييم الجيّد للتفكير يتطلّب أن يفحص الإنسان كلًّا من صلاحية الاستنتاج وصلاحية المقدّمات. المنطق المقبول أيضًا يتطلّب انتقالًا حتميًا من مقدّمات صحيحة إلى نتائج صحيحة، فمثلًا، عند النظر إلى عبارة: التعقيد على حافة الفوضى. ينبغي على القارئ أن يدقّق في معنى الكلمات وصحة الاستنتاج من المقدّمة ليرى: هل الجملة قوية منطقيًا أم أنها مجرّد تلاعب بالألفاظ.


(A Case Against Accident and Self-Organization (5 - 6