title3

 banner3333

 

حدود العقل والعلم التجريبي (1) تأثير الافتراضات الغيبية

                                     تأثير الافتراضات الغيبية

     الموضوعية التامة في العلم التجريبي وهم، لأن الكثير جدًّا من تحليل الإنسان يعتمد على افتراضات ميتافيزيقية. ينبغي أن أعلم ويعلم القراء أيضًا أن الإجابة على سؤال ما تعتمد إلى حد كبير على موقفه الغيبي الذي اتّخذه مسبقًا. وهذا صحيح قطعًا عند المؤمنين بالله وعند الماديين على حدّ سواء. كثيرًا ما يُنظر إلى الاستنتاج الغيبي كأساس منطقي لعملية تشويه الدليل، فالمؤمنون والماديون كثيرًا ما يرفضون الدليل الذي يقوم على أسس تتعارض مع استنتاجاتهم الغيبية السابقة، فنحن نعتقد بسهولة ما نريد أن نعتقده.

     لا عصمة لأحد من ارتكاب خطأ ما بسبب افتراضاته الغيبية، حتى أينشتاين نفسه قال إن أكبر خطأ في حياته عندما سمح لرؤيته الذاتية للعالم أن تجبره على وضع "ثابته الكوني الملفَّق" ليبقي على الصيغة الرياضية متّسقة مع الحالة المستقرة والكون اللانهائي. معادلات النظرية النسبية له تنبأت فعليًا بالتمدّد الكوني. ولتجنّب هذا الاستنتاج وضع مصطلحًا إضافيًا إلى معادلاته يلغي التمدّد. وصف جورج جاموف الذي عمل تحت إشراف البروفيسور ألكسندر فريدمان عالم الفلك الروسي الذي لاحظ لأوّل مرة خطأ آينشتاين الرياضي ونقاشه معه قائلًا: ((من المعروف جيدًّا في الجبر لطلاب الثانوي أنه من الممكن أن نقسّم طرفي معادلة معًا على أي مقدار، بشرط أن لا يكون المقدار صفرًا، لكن أينشتاين قسّم طرفي إحدى معادلاته التي تتوسّط دليله على مصطلح معقّد سيصبح – في ظروف معينة – صفرًا، رغم أنه في حالة أن المصطلح يعادل الصفر لن يثبت دليل أينشتاين. وقد أدرك فريدمان أن هذا يفتح كونًا جديدًا بكامله يعتمد على الزمن، يتمدّد وينكمش، والتذبذب جزء من ذلك. وبالتالي معادلة الجاذبية لأينشتاين كانت صحيحة والتغيير كان خاطئًا، وبعد مرور الزمن عندما أناقش أينشتاين في المشاكل الكونية يقول إن إدخال هذا المصطلح الكوني كان أكبر خطأ ارتكبه في حياته)). [(The Life and Times: (215]


(A Case Against Accident and Self-Organization (3 – 4

للعالم الأمريكي: دين أوفيرمان