title3

 banner3333

 

مراجعة كتاب: البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله

      مراجعة كتاب:  البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله

 

     اسم الكتاب:

     البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجوه كماله.

     اسم المؤلّف:

     العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (رحمه الله).

     نوع الكتاب:

    كتب العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل تلميذ العلامة عبد الرحمن السعدي (رحمهمها الله) في مقدّمة الكتاب: ((فهذه المحاضرة التي بين يديّ؛ كلمة مضيئة لشيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ... وكانت هذه المحاضرة رسالة مخطوطة محفوظة عند أبناء الشيخ، وقد بعث إليّ بصورة منها سبط المؤلّف الأستاذ: مساعد بن عبد الله السعدي – وفّقه الله -)).

     دار النشر:

     هذا الكتاب طُبع عدّة مرّات من دور نشر مختلفة مثل: دار ابن الجوزي والدار الأثرية. وقام بتحقيق طبعة دار ابن الجوزي: الشيخ باسل بن سعود الرشود، وقرأها وقدّم لها العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل (رحمه الله). وطبعته دار ابن الجوزي أوّل مرّة عام 1429 هـ.

     عدد صفحات الكتاب:

     عدد صفحات طبعة دار ابن الجوزي 78 صفحة.

     التعريف بموضوع الكتاب:

     كتب العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في مقدّمة كتابه: ((هذه محاضرة عظيمة محتوية على التنبيه الواضح إلى البراهين العقلية على وحدانية الربّ ووجه كماله.

     اعلم أن هذه المسألة أعظم المسائل على الإطلاق وأكبرها وأوجبها وأنفعها وأوضحها، وعليها اتّفقت جميع الكتب المنزّلة من الله على رسله ، وجميع الرسل.

     هي أهمّ ما دعا إليه الرسل أممهم، فكّل رسول يقول لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59]. ويذكرون لأممهم من أسماء الربّ وأوصافه ونعمه وآلائه وألطافه ما به يعرفون ربّهم ويخضعون له ويعبدونه.

     والقرآن العظيم من أوّله إلى آخره يبيّن هذه المسألة ويذكر لها البراهين المتنوّعة، ويصرّف الآيات، والسنة كذلك.

     وليس القصد في هذه المحاضرة ذكر الأدلة النقلية عليها؛ فإنّ الكتاب والسنة فيهما من البراهين والأدلة على ذلك ما لا يعدّ ولا يحصى، ولا يمكن استيفاء بعضه، وهي واضحة وجليّة؛ يعرفها الخواص والعوام، وبعض ذلك كافٍ وافٍ بالمقصود.

     ولكنّنا نريد في هذه المحاضرة، أن نشير إشارة يسيرة إلى براهينها العقلية التي يشترك فيها معرفتها والخضوع لها جميع العقلاء من البشر، ولا ينكرها إلا كلّ مكابر مستكبر، منابذٍ للعقل والدين)).

     الأدلّة المذكورة في الكتاب:

     ذكر المؤلف أدلة كثيرة ومتنوّعة على وحدانية الربّ وكماله في هذا الكتاب، وهي كالآتي:

     الأوّل: أن حدوث الأشياء له ثلاثة أقسام عقلية: إما أن المخلوقات توجد بنفسها، وإما أن المخلوقات خلقت نفسها، وإما أن المخلوقات لها خالق خلقها.

     الثاني: التفكّر في خلق الإنسان والأكوان.

     الثالث: رحمة الله العامة.

     الرابع: النظر في أحوال المضطرين.

     الخامس: إجابة الله للدعوات.

     السادس: آيات الأنبياء.

     السابع: الكتب السماوية والسنة النبوية وما فيها من الشرائع.

     الثامن: الفطرة السوية مضطرة إلى الاعتراف بالله.

     التاسع: الثواب المعجّل للمحسنين، والعقال المعجّل للظالمين.

     العاشر: أن وجود الربّ أظهر من كلّ شيء.

     الحادي عشر: أيام الله ووقائعه.

     الثاني عشر: ما عليه الأنبياء من الكمالات وما لهم من الآيات.

     الثالث عشر: اجتماع كلمة الرسل على توحيد الله.

     الرابع عشر: شهادة الله وشهادة الملائكة وأولي العلم والمهتدين.

     الخامس عشر: العواقب الحميدة للمؤمنين، والذميمة للكافرين.

     السادس عشر: إخبار الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عن أمور الغيب.

     السابع عشر: تحدّي الله لجميع الإنس والجنّ أن يأتوا بمثل القرآن.

     الثامن عشر: الآثار الجليلة المترتّبة على رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم).

     التاسع عشر: إحكام الشريعة وصدق أخبارها واتّفاق أحكامها.

     العشرون: صدق الرسل ووجوب توقيرهم وتقدير أقوالهم.

     الحادي والعشرون: أنّ ما جاء به الرسل فهو الحقّ النافع، فما خالفه فهو باطل.

    الثاني عشرون: الفطرة في قلوب العباد، وخصوصًا الأنبياء.

    الثالث عشرون: الإجماع من المسلمين وممن عرف حال النبي (صلى الله عليه وسلم).

    تقييم الكتاب:

    هذا كتاب مختصر ولطيف لأحد أكبر علماء المسلمين في هذا الزمان. العلامة السعدي له كتب كثيرة جدًّا في فنون مختلفة، وقلمه السيّال يؤثّر كثيرًا في القارئ. وهذا الكتاب من كتبه النافعة المؤثّرة، والقارئ المسلم يستأنس بقراءة الكتاب مع الأمثلة التي ذكرها الشيخ. وأسلوب الشيخ الميسّر جيّد لغير المتخصّص في مجال نقد الإلحاد.

    ولكن، كما يظهر من بعض الأدلة التي ذكرها المؤلّف، فإنّها ليست موجّهة للملحد العنيد أو المتشكّك الذي رسخت الشبهات في قلبه؛ فذكر مثلًا: اجتماع كلمة الرسل على التوحيد وشهادة الله وشهادة الملائكة وأولي العلم المهتدين من أدلّة وحدانية الربّ. ولا شكّ أن هذا من الأدلة التي يقبلها المسلم الموحّد. وأما الملحد أو المتشكّك فينازع في مثل هذه الأدلة، ولا يقتنع بها.

    ولذلك ينبغي أن يأخذ الإنسان هذا الأمر في الاعتبار، وأن هذا الكتاب قد لا يناسب إهداؤه للملحد أو المتشكّك. ومع ذلك، فإنّي أنصح كلّ مسلم موحّد بقراءة هذا الكتاب المختصر الجميل وأن يستفيد منه.

رحم الله العلامة عبد الرحمن السعدي وأسكنه فسيح جنّاته لكلّ ما قدّمه للإسلام والمسلمين.


[كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي) – الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية -].