title3

 banner3333

 

القاعدة الخامسة: الشبهات العاطفية والإرادية لا تعالج بتقديم الأدلة فقط

القاعدة الخامسة: الشبهات العاطفية والإرادية لا تعالج بتقديم الأدلة فقط

     الشبهات العاطفية والإرادية تختلف عن الشبهات الواقعية، لأنها تحمل بُعدًا آخر غير الشبهة المذكورة بدليلها، وهو البُعد النفسي في الإنسان. فالشخص الذي وقع الشبهات العاطفية لا تهمّه الأدلة والحقائق بقدر ما يهمّه التعامل مع هذه المشاكل النفسية. ومن الخطأ أن يحاول الذي يعالج الشبهة أن ينقضها بأدلة علمية وعقلية ويظنّها كافية؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas) -: ((التعامل مع الشكّ هو مشروع متعدّد التخصّصات. وحين الشبهات الواقعية يحتاج إلى شخص متخصّص في الدفاع عن الدين أو الفلسفة فإن الشبهات العاطفية والمزاجية بأكثر حاجة إلى الطبيب النفسي، وطبيب الأمراض العقلية أو مستشار)) [Dealing with Doubts: 3].

     وإن كانت هذه الشبهات عاطفية فإنها تتنكّر في كثير من الأحيان بلباس الحجج العقلية؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas): ((هذه الشبهات في الغالب تتنكّر بلباس الشبهات العقلانية ولا تُظهر في أول وهلة أساسها العاطفي المقنّع. وقد يظهر ذلك بالسؤال الدقيق عن معتقدات ذلك الشخص ... وحسب تجربتي، فإنه قد يُظهر الانحرافات عنده بسرعة وهي تبيّن حقيقة الشبهة، وأن الشبهات العقلية ليست هي الأساسية عنده)) [Dealing with Doubts: 36 - 37]

     ومما يدلّ على أن الإنسان عنده شكوك عاطفية أو إرادية هو أنه لا يقتنع مهما بلغت قوّة الردّ، بل يسترسل في الشبهات؛ قال البروفسور غاري هابيرماس (Gary Habermas): ((إذا كان لا يوجد أي حجم من الأدلة المقنعة (التي يعترف المشكّك أنها قوية) التي يمكن أن يجعله يطمئن، حتى إذا كانت الحجج تقدّم بطريقة صحيحة، بل يستمرّ في الكلام عن المشاكل التافهة ويظهرها مرة تلو الأخرى فإن هذا يظهر في الغالب أن الشكّ أساسه عاطفي أو إرادي)) [Dealing with Doubts: 36 - 37].

     فالمصاب بشبهات عاطفية بحاجة إلى معرفة أصل المشكلة قبل نقض الشبهة. وقد ذكر أوس غينيس (Os Guinness) – حامل شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية – أن الإنسان إذا شعر بأن المشاكل النفسية المسبّبة للشبهات هي قلة النوم مثلًا فلا بدّ من علاج هذه المشكلة من جهتين: الجهة الأولى: أن يشبع نفسه من النوم. الجهة الثانية: تقوية إيمانه وتدريبه حتى لا يكون عرضة للعواطف [In Two Minds: The Dilemma of Doubt & How to Resolve It: 163 – 167].

     بينما الذي وقع في شبهات إرادية بحاجة إلى تقوية إرادته وإيمانه قبل الدخول معه في نقد الشبهات بالتفصيل [انظر: Dealing with Doubts: 64 – 65].

     [كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي)، الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية]