title3

 banner3333

 

القاعدة الثانية: بمعرفة أصل الشبهة يسهل التعامل معها

القاعدة الثانية: بمعرفة أصل الشبهة يسهل التعامل معها

     وذلك أن الشبهات أصلها الذنوب، والسيئات بريد الشكوك. وقد ذكر الدكتور إرفين لوتزير (Irwin Lutzer) أن الإنسان إذا عرف أن أصل الشبهات من الذنوب فإنه بحاجة إلى ثلاث خطوات: التوبة من ذنبه. مقاومة الشيطان الذي زيّن له الذنب. الصبر في علاج الشبهة [You're Richer Than You Think, Chapter 9]. وذلك في حدّ ذاته لا يقلّ أهمية عن نقد الشبهة نفسها.

     ولا شكّ أن هذا الأمر معلوم لدى المسلمين، فكان العلماء يقولون: ((المعاصي بريد الكفر)) [مدارج السالكين (2/ 27)]، وقد نبّه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على علاقة الذنوب برين القلوب وأهمية الاستغفار للتخلّص منها إذ قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: (كلَّا بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهم مَا كَانُوا يَكسِبُون) [المطففين: 14]) [صحيح الترغيب والترهيب (3141)].

     والآيات التي تبيّن أن الشيطان هو الذي يزيّن هذه الذنوب كثيرة، كما أن الآيات التي تحثّ الإنسان على الصبر كثيرة جدًّا. ولكن قد يغفل الداعي الذي يعالج المتشكّك عن هذه القاعدة، ويهاجم الشبهة بغضّ النظر إلى أصلها. فلو تاب الإنسان من ذنبه، وقاوم الشيطان مصابرًا على ذلك لربّما زال عنه الشكّ بدون حاجة إلى نقضها تفصيليًا.

     [كتبه: جوهانس كلومنك (عبد الله السويدي)، الباحث في يقين لنقد الإلحاد واللادينية]