title3

 banner3333

 

(30) الذنوب تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذمّ والصَّغار

الذنوب تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذمّ والصَّغار

[من عقوبات الذنوب:] أنّها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذمّ والصَّغار. فتسلبه اسم المؤمن، والبَرّ، والمحسن، والمتقي، والمطيع، والمنيب، والولي، والوَرع، والمصلح، والعابد، والخائف، والأوّاب، والطيّب، والمرضي، ونحوها. وتكسوه اسم الفاجر، والعاصي، والمخالف، والمسيء، والمفسد، والخبيث، والمسخوط، والزاني، والسارق، والقاتل، والكاذب، والخائن، واللوطي، والغادر، وقاطع الرحم، وأمثالها.

فهذه أسماء الفسوق و {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11] التي توجب غضب الديّان، ودخول النيران، وعيش الخزي والهوان. وتلك أسماء توجب رضي الرحمن، ودخول الجِنان، وتوجب شرف المسمَّى بها على سائر نوع الإنسان.

فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجَباتها لكان في العقل ناهٍ عنها. ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجَباتها لكان في العقل آمِرٌ بها. ولكن لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع، ولا مقرّب لمن باعد، ولا مبعّد لمن قرّب {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)} [الحج: 18].


 

[الداء والدواء: 193 - 194]

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله.