title3

 banner3333

 

(23) ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي

ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي

[من عقوبات الذنوب:] ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلاّ خائفًا مرعوبًا.

فإنّ الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب. فمن أطاع الله انقلبت المخاوفُ في حقّه أمانًا، ومن عصاه انقلبت مآمِنُه مخاوفَ. فلا تجد العاصي إلا وقلبُه كأنّه بين جناحَي طائرٍ، إنْ حرّكت الريحُ الباب قال: جاء الطلب، وإن سمع وقعَ قدَمٍ خاف أن يكون نذيرًا بالعطب. يحسب كل صيحةٍ عليه، وكل مكروه قاصدًا إليه. فمن خاف الله آمنه من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كلّ شيء.

بذا قضى اللهُ بين الناس مذ خُلِقوا ... أنّ المخاوفَ والإجرامَ في قَرَنِ


 

[الداء والدواء: 182]

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله.