title3

 banner3333

 

(13) المعصية سبب لهوانِ العبد على ربه، وسقوطِه من عينه

(13)

المعصية سبب لهوانِ العبد على ربه، وسقوطِه من عينه

        [ومن آثار الذنوب القبيحة]: أن المعصية سبب لهوانِ العبد على ربه، وسقوطِه من عينه. قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصَوه، ولو عزّوا عليه لَعَصَمهم.

وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. وإنْ عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفًا من شرّهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.

ومنها: أن العبد لا يزال يرتكب الذنب، حتّى يهون عليه، ويصغر في قلبه. وذلك علامة الهلاك، فإنّ الذنب كلّما صغُر في عين العبد عظُم عند الله.

وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنّه  في أصل جبل يخاف أن يقع عليه. وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه"، فقال به هكذا، فطار [صحيح البخاري: 6307].


 [الداء والدواء: 144]ـ للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله.