title3

 banner3333

 

الكتب السماوية والسنّة النبوية وما فيها من الشرائع

بسم الله الرحمن الرحيم

[من الأدلة على وحدانية الله: الكتب السماوية والسنّة النبوية وما فيها من الشرائع]

     ومن أعظم براهين وحدانيته: ما أنزله الله على أنبيائه عموماً؛ من الكتب والشرائع، وما أنزله على محمد صلّى الله عليه وسلّم خصوصاً؛ من الكتاب العظيم والسنّة والشريعة الكاملة التي بها صلاح الخلق، وبها قوام دينهم ودنياهم.

     وفيها من الآيات والبراهين ما لا يعبر عنه المعبرون، ولا يقدِرُ أن يصفه الواصفون، وآياته قائمة في جميع الأوقات، متحدية للخلق كلِّهم؛ على اختلاف مللهم ونحلهم، وقد تبين عجزُهم ووضح عليهم: {{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}} [فصلت: 53] ، {{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}} [النحل: 89] .

     فمن نظر فيما احتوى عليه القرآن العظيم من الأخبار الصادقة، والأحكام العادلة، والشرائع المحكمة، والصلاح العام، وجلب المنافع الدينية والدنيوية، ودفع مضارهما، والخير العظيم والهداية، والصلاح المطلق الكامل: اضطر إلى الاعتراف بأنه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ، وربٍّ كريمٍ.

     وكذلك من نظر إلى ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم من السنّة والشرع الكامل، والدين القويم والصراط المستقيم في كل شؤونه؛ اضطره بعضُ ذلك ـ فكيف بكله ـ إلى الاعتراف بوحدانية الله، وأن الذي شرعه هو الربُّ العظيم الحكيم في شرعه ودينه؛ كما هو حكيم في خلقه وتقديره.

 

(البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله 26 – 27، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).